أسماؤنا والشمس ! نصــّان لــ  /  ماجد  شاهين

نيسان ـ نشر في 2016/02/24 الساعة 00:00
( 1 ) أناقة الشمس ! قبل الشمس ِ بقليل ٍ ، أو قبل أن تشرب الشمس ُ كأس مائها الأولى .. على عتبة النهار حين تتهيّأ للسعي في البلاد .. ماذا يمكن أن نقول للشمس ؟ ماذا قبل أن تشرق ، وبعد ؟ لا أهيّيء كلاما ً أكثر ممـّا نقوله في الأحوال كلّها : هذا نهار آخر والديار على وجعها . وهذه سيرة أخرى للضوء حين يخالطه غيم ٌ أو حزن ٌ أو ترقـّب ، وهذه ورقة من دفتر الحياة ، وهذه الشمس ُ قد لا تخرج إلينا بأناقتها الطازَجة المكتملة .. لكنـّها لنا ! .. أنا أحبّ الشمس لأنـّها تبذل معي ما في وسعها لكي نصنع نهاراً جديدا ً أو صحواً يليق ، ولكنـّي سأعاندها الآن ، مثلما أفعل منذ زمن ، سأذهب إلى النوم محفوفا ً بالحلم والصبر و الانتظار ، وسأترك الشمس تفرد ألوانها في الناس و على حيطانهم . .. الآن نوم ٌ ، الآن شمس ٌ ، الآن سعي ٌ إلى شوارع و أحلام و رزق ٍ و أوقات للخبز والحريّة ! .. الآن ، بهجة الوقت و الشمس الناصعة وانتظار الزرع . الآن ، أنتم و النهار حيث تصعدون . ( 2 ) ورق و أسماء ! لسنا من ورق وأسماؤنا ليست كلاما ً فحسب ، كما قالت ذات ألق فيروز ، التي تأسر الأرواح وتأخذ الألباب ، هذه فيروز أرزة لبنان و دهشة المسافات ، لكننا لسنا من ورق وأسماؤنا عناوين ! منذ البنت الشلبية و بيّاع الخواتم ، تعرف فيروز و يعرف الجميل المدهش طلال حيدر و يعرف الرحابنة ، من كان منهم على قيد الحياة والشوق ومن غاب ، يعرفون أننا لسنا من ورق . أسماؤنا لنا ، و نحفل بها تماما ً مثلما يحتفي الطير بالحَب ّ و العاشق بالحُب ّ والصديق ُ بالحِبّ ِ .. أسماؤنا تقول عنّا وعنا الجيران والشوارع والدكاكين الصغيرة و المقاهي التي سهونا عن مواعيدنا عندها ذات سهر فتاهت العشيقات و ابتعدن نكاية بلهونا و نسياننا الذي لم نكن نسعى إليه .ى أسماؤنا تقول عنّا وعن الذين غابوا في قبور بعيدة و أخرى في الجوار و أخرى تحمل الناس من دون موت وتحشرهم جرّاء ضنك أو قهر أو تيه أو فراغ أو سوء فهم طال التباسه على لاعبي نرد هزمتهم اللعبة ولم يهزمهم المقهى والرصيف ! أسماؤنا مفاتيح الكلام . أسماؤنا حين نرميها إلى الورق ، تدبّ الحياة في أوصال الورق و يغدو مسرحاً للحكمة وللقول وللتدوين ، أسماؤنا لنا حين نكون في المجموع ، و أسماؤنا للناس حين نكون على هيئة كيانات منفردة ! .. لسنا من ورق و إن ْ بدا حضورنا ملتبساً . 2016
    نيسان ـ نشر في 2016/02/24 الساعة 00:00